أدب السُلطة
ما زلنا نردد قصائد المتنبي في مديح كافور الإخشيدي ونتساءل عن صدق الشاعر، أكان إيماناً أم طمعاً في الإمارة. ثم هجاه هجاءً قاسياً، فبقينا في حيرة من أمر كافور: عظيم أم نجس؟ وهل يمكننا اختراق وجدان شعراء الملوك لنعرف حقيقة نواياهم؟\nسيف الدولة الحمداني أيضاً، هل كان التاريخ سيحمله لولا قصائد المتنبي؟ كثير من الشعراء مدحوا، لكن البقاء كان لإبداع المتنبي وحده لأنه المبدع الحقيقي.\nتاريخ آل مديتشي في فلورنسا يذكر لورنتزو العظيم، لكن خلوده ارتبط بتماثيل ميكائيل أنجلو. وكذلك بيتهوفن الذي أهدى السيمفونية الثالثة لنابليون ثم حذف اسمه حين توّج نفسه إمبراطوراً. بقي العمل، وزال الحاكم.\nمن يذكر ممتاز؟ ولكن تاج محل خالد.\nلأدب السلطة وجهان: إنتاج فني عظيم وُلد من نيات نفعية لكنه بقي للإنسانية، ووجه آخر مليء بالرداءة والنفاق صنعته أقلام بلا موهبة وروّجته وسائل الإعلام.\nومقولة نابليون تؤكد أن المراسيم تصنع ألقاباً لا مبدعين. وقصة الشاعر السوفيتي مثال ساخر على أدب بلا روح.\nالكاتب: معتصم دالاتي
Leave a Reply
Your email address will not be published. Required fields are marked *






