• 05 Sep, 2011

لو كان الابتسام محرّمًا دينيًا لقلنا إننا في العالم العربي من أكثر الناس تدينًا، فالعبوس نحن ونحن العبوس. غير أن السؤال الحقيقي: لماذا نفتقر إلى الوجه الطلق والبسمة الصادقة؟\nفسّر بعضهم العبوس تفسيرًا فطريًا أو جينيًا، كأنه قدر لا فكاك منه، بينما يرى آخرون أن واقعنا الاقتصادي والمعيشي القاسي هو البنية التحتية لعبوسنا وتجهّمنا، حيث يُنظر إلى التفاؤل باعتباره حماقة في واقع يفيض بالأزمات.\nغير أن للعبوس أسبابًا تربوية أيضًا، إذ شوهت تربية خاطئة مفهوم الرجولة حتى غدت عند البعض مرادفة للغلظة وكبت المشاعر وقمع الفرح، وامتد ذلك إلى العلاقة مع الأبناء والزوجة.\nوتظهر هذه الرجولة المشوّهة في سلوكيات اجتماعية متناقضة: استأساد في البيت، وخضوع في العمل، وتنمّر حيث لا حاجة للتنمّر. وهكذا تتكوّن شخصية زائفة تعوّض ضعفها بالقسوة.\nإن الخلاص من هذا الإرث لا يكون إلا بهدم البُنى الاقتصادية والنفسية الفاسدة، وإعادة بناء مفهوم صحي للرجولة والإنسانية، نؤمن فيه أن الحياة خير من الموت، وأن الفرح حقٌّ لا حماقة.\n\nالكاتب: جواد البشيتي