اللين والرفق في المعاملة
يقول تعالى في كتابه العزيز: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾ (سورة آل عمران: 159)\nالرفق هو اللطف في المعاملة وهو ضد العنف، وقد كان رسول الله ﷺ أرفق الناس وأبعدهم عن التشديد والتعسير والفظاظة والغلظة. والإنسان إذا اتصف بهذا الخلق الكريم وسلك طريق اللطف واللين في معاملة الناس نال الأجر والثواب العظيم من الله تعالى، وكان الوصول إلى ما يريد أقرب وأسهل.\nقال رسول الله ﷺ: «إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه».\nإن لين الجانب بالقول والفعل، والأخذ بالأسهل، والدفع بالأخف، واللطف وحسن التصرف، ووضع الأمور في مواضعها، كل ذلك يجعل بلوغ المطالب أيسر وأسهل.\nالله تعالى لطيف بعباده، يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر، فلا يكلّفهم فوق طاقتهم بل يسامحهم ويلطف بهم. وعندما تكون العلاقات مبنية على التعاون وحسن الخلق واحتمال الزلات بالرد الجميل والإحسان، يكون كل شيء مثالياً ورائعاً.\nالإنسان عقل ونفس، وبقدر اتصال النفس بالله تشتق منه الرحمة واللطف والإنصاف. فالرفق انعكاس للرحمة في القلب، والرحمة تنعكس ليناً ورفقاً في السلوك. والرفيق يألف ويُؤلف ويُحبّه من يتعامل معه.\nالرحمة مطلوبة من الجميع: من الأب لأولاده، ومن الزوج لزوجه، ومن الأستاذ لطلابه، ومن صاحب العمل لموظفيه، ومن كل راعٍ لرعيته، بل ومن الإنسان للطبيعة والحيوان والموارد، حتى يكون المجتمع مجتمع لين ورحمة وعدل.\nوبالرفق والرحمة تُعمر الدنيا بالمحبة والتسامح، وينمو الكون بالود والعدالة، فيرضى الله سبحانه وتعالى عنا ويرحمنا.\n\nالكاتب: عماد الدين جودت دالاتي
Leave a Reply
Your email address will not be published. Required fields are marked *






